أسدل الستار الأربعاء على فعاليات الدور الأول لمسابقة كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية التي تقام في ضيافة العاصمة الإنجليزية لندن حتى الحادي عشر من أغسطس الجاري.
في المجموعة الأولي صعد المنتخب البريطاني صحبة المنتخب السنغالي, بعد أن حقق "الأسود الثلاثة" فوز هام على أورجواي بهدف دانييل ستوريدج ورفعوا غلتهم إلى سبع نقاط فيما حول "أسود التيرانجا" تأخرهم أمام الإمارات بهدف إسماعيل مطر إلى تعادل بهدف للهداف موسي كوناتي وصلوا للنقطة الخامسة في أول مشاركة لهم في النهائيات الأولمبية.
في المجموعة الثانية واصل منتخب المكسيك تألقه و نجح في تحقيق فوزه الثاني على التوالي على حساب سويسرا بهدف المخضرم أوريبي بيرالتا و رفع رصيده إلى سبع نقاط في المركز الأول و جاء منتخب كوريا الجنوبية ثانياً برصيد 5 نقاط بعد أن اكتفي بالتعادل السلبي مع منتخب الجابون الذي ودع مرفوع الرأس خلال مشاركته الأولمبية الأولي.
في المجموعة الثالثة حقق منتخب البرازيل فوزه الثالث على التوالي على حساب نيوزيلندا بثلاثية دانيلو و لياندرو و ساندرو ورفع رصيده إلى 9 نقاط في مقعد الصدارة وبفارق خمس نقاط عن منتخب مصر الذي تمكن من بلوغ دور الثمانية بعد أن حقق فوز مستحق على بيلاروسيا بثلاثية محمد صلاح و مروان محسن ومحمد أبوتريكة مقابل هدف سجله أندريه فورانكوف قبل النهاية بثلاث دقائق.
في المجموعة الرابعة تعادل المنتخب المغربي مع نظيره الأسباني بدون أهداف ,ليودعا معاً البطولة من الدور الأول و يتركا بطاقتي التأهل لليابان وهوندوراس اللذين تعادلاً بنفس النتيجة و رفعا رصيدهما إلى سبع و خمس نقاط على الترتيب.
حصيلة الأهداف
شهدت الجولة الثالثة تراجع في معدل التسجيل, إذ استقبلت الشباك 11 هدف فقط مقابل 18 هدف في الجولة الأولي و19 في الجولة الثانية ليرتفع عدد الأهداف إلى 48 هدف في 24 مباراة بنسبة هدفين في اللقاء الواحد وهو رقم يقل بثلاثة أهداف عما تم تسجيله في الدور الأول لدورة بكين قبل 4 سنوات.
المنتخب البرازيلي الذي حقق العلامة الكاملة في الدور الأول بثلاثة انتصارات نجح في تسجيل 9 أهداف احتل بها صدارة أقوي خطوط الهجوم في الدور الأول, في المقابل عجز نجوم المنتخب الأسباني عن تسجيل أي هدف في المواجهات الثلاثة التي خاضوها أمام اليابان وهوندوراس و المغرب ليخرج "الماتادور" في ذيل القائمة على صعيد الفاعلية الهجومية في ظل وجود نجم المنتخب الأول خوان مانويل ماتا على رأس الترسانة الهجومية لتشكيلة المدرب لويس ميلا.
كوناتي الهداف
برصيد 4 أهداف تصدر المهاجم السنغالي الشاب موسي كوناتي صدارة هدافي المسابقة في الدور الأول بعد أن سجل كل أهداف بلاده في المواجهات الثلاث بواقع هدف في شباك بريطانيا و الإمارات في الجولتين الأولي و الثالثة و هدفين في شباك أورجواي في الجولة الثانية.
مهاجم "أسود التيرانجا" صاحب ال 19 عاماً سيجد منافسة شرسة على لقب الهداف من مهاجم منتخب مصر الواعد محمد صلاح الذي سجل ثلاثة أهداف وكذلك جيري بينجستون مهاجم منتخب هوندوراس الذي سجل نفس العدد من الأهداف.
وبإمكان النجم المصري المخضرم محمد أبوتريكة يملك فرصه في المناوشة على لقب هداف الدورة بعد أن سجل هدفين حتى الآن شأنه شأن مهاجم المنتخب البريطاني الشاب دانييل ستوريدج و النجم البرازيلي الموهوب نيمار دا سيلفا و زميله لياندرو دامياو وكذلك النجم المكسيكي جيوفاني دوس سانتوس, فإن النجم العربي الإماراتي إسماعيل مطر الذي سجل هدفين في أورجواي و السنغال لن يستطيع إكمال المنافسة على لقب الهداف بعد أن ودع منتخب بلاده المنافسات من الدور الأول.
تألق أسيوي وتراجع أوربي
رغم إقامة منافسات دورة بكين على أرض القارة الصفراء فشل الرباعي أستراليا و كوريا الجنوبية و اليابان و الصين في بلوغ الدور الثاني , على عكس دورة لندن التي شهدت بلوغ العملاقين اليابان و كوريا الجنوبية لهذا الدور مقابل خروج المنتخب الإماراتي لتكون أكبر قارات العالم من حيث المساحة صاحبة ثاني أفضل النتائج بعد منطقة (كونكاكاف) التي شاركت بممثلين هما المكسيك و هوندوراس و نجحت في تحقيق نسبة نجاح 100%.
في المقابل تراجعت نتائج ممثلي قارة أمريكا الجنوبية بعد أن حققت نسبة نجاح 50% عقب تمكن المنتخب البرازيلي من بلوغ هذا الدور وخروج منتخب أورجواي مقابل صعود الأرجنتين والبرازيل وفوزهم بالذهب و البرونز في بكين.
وفيما يبدو أن الأرض لا تلعب مع المنتخبات التي تقام المنافسات على أرض قارتها, كان التراجع الأكبر خلال منافسات لندن 2012 لمنتخبات القارة العجوز التي حجزت مقعد وحيد في دور الثمانية عن طريق المنتخب البريطاني مقابل ثلاث مقاعد في منافسات بكين حجزتها منتخبات هولندا و إيطاليا و بلجيكا.
تفوق المدرسة الوطنية
من بين المنتخبات الثمانية التي نجحت في بلوغ دور الثمانية خلال منافسات مسابقة كرة القدم في دورة لندن 2012 هناك منتخب وحيد يتولي تدريبه مدرب أجنبي وهو منتخب هوندوراس الذي يقوده المدرب الكولمبي لويس سواريز.
في المقابل نجح ستيورات بيرس و عبدالكريم ضيوف في قيادة بريطانيا و السنغال لتأهل عن المجموعة الأولي , ولويس فيرناندو تينا و هونج ميونج بو في قيادة المكسيك وكوريا الجنوبية للتأهل عن المجموعة الثانية و مانو مينيزيس و هاني رمزي مع و البرازيل ومصر في المجموعة الثالثة و أخيراً تاكاشي سيكيزوكا مع اليابان في المجموعة الرابعة.
ظاهرة أبوتريكة
من بين العديد من اللاعبين الذين شاركوا مع منتخبات بلادهم كنجوم فوق السن , برزت العديد من الأسماء وعلى رأسها نجما المنتخب البريطاني ريان جيجز و كريج بيلامي اللذين سجلا هدفين في شباك السنغال و الإمارات وساهما مع زملاءهما في تصدر المجموعة الأولي.
على نفس الدرب سار مهاجم أرسنال الإنجليزي بارك تشو يونج الذي وضع بصمته مع المنتخب الكوري الجنوبي وسجل هدف في شباك المنتخب السويسري فتح الطريق أمام الفوز الوحيد الذي حققه "التايجوك" في الجولة الثانية بالمجموعة الثانية.
بدوره تألق مهاجم منتخب هوندوراس جيري بينجستون و سجل كل أهداف بلاده في البطولة وقادها لبلوغ الدور الثاني لأول مرة في تاريخها بعد أن ودعت منافسات بكين من الدور الأول برصيد أبيض.
أما النجم المصري محمد أبوتريكة فقد كان أفضل هؤلاء النجوم على الإطلاق, بعد أن قاد زملاءه ببراعة وسجل أول و أخر أهداف بلاده في الدور الأول في شباك البرازيل و بيلاروسيا كما صنع هدفين آخرين لزميله محمد صلاح في لقائي نيوزيلندا و بيلاروسيا وساهم كذلك في صنع الهدف الثاني لمصر في لقاء الجولة الثالثة أمام بيلاروسيا عندما مرر للظهير المتقدم إسلام رمضان الذي مرر بدوره للبديل مروان محسن الذي سجل هدف الاطمئنان لعناصر المدرب هاني رمزي.
كان أبوتريكة قد قاد منتخب مصر للفوز ببطولة الأمم الأفريقية ثلاث مرات متتالية وكان له بصمته الواضحة سواء في الركلة الأخيرة التي رجحت كفة مصر في نهائي نسخة 2006 في مرمي الحارس الإيفواري جان جاك تيزيه بالقاهرة أو بهدف الفوز في مرمي الكاميروني كاميني في نهائي 2008 بأكرا , كما تألق مع الأهلي وساهم في الفوز بدوري أبطال أفريقيا ثلاث مرات وسجل هدف تاريخي في شباك أحمد الجواشي حارس الصفاقصي التونسي في نهائي 2006 و قاد كذلك العملاق القاهري للمركز الثالث في كأس العالم للأندية في نفس العام و حل في صدارة هدافي البطولة برصيد 3 أهداف.
قيادة هذا النجم الخلوق لهذا الجيل لبلوغ دور الثمانية لأول مرة منذ 28 عاماً يؤكد أنه نجم من طراز فريد وظاهرة كروية نادرة في الملاعب العربية و الأفريقية وحتى العالمية.