حين أرى طفلا لم يتجاوز الخامسة من عمره يضع على كتفه الأيسر وشم (تاتو) و يمشي مزهوا به، تماما كما أرى فتاة صغيرة لم تتجاوز السادسة من عمرها تتعثر في ردائها الطويل و حجابها الصغير! الاثنين تعلما قيم "متوارثة" فرضت عليهم بشكل أو بآخر، لا إيمان بدون حرية، و الحرية حين تمنحها لمن تملك أمرهم -في مرحلة ما- لا يجب أن تكون في نطاق محدود أنت أيضا تتحكم فيه، لا تفرح كثيرا بصغير "مقلد" لأنه يتفق مع ما تؤمن به، و لا تتعجب كثيرا إذا وجدته يوما ما "يقلد" ما لا تؤمن به، لأن أساس الاختيار فاسد و لم تبنى بداخله الإرادة الحرة !
بل افرح حين يتعلم "كيف و لماذا" يقرر و يختار ما يريد، بداية من شكل حذائه و لون ثيابه و ألعابه، و هذا لا يكون حين يكبر فقط كما يتخيل البعض، بل منذ اللحظة التي يستطيع فيها الطفل أن يسأل سؤالا و ينتظر جوابا منطقيا عليه و يعترض أيضا على بعض الإجابات إذا لم ترضه..
يكفينا الآلاف من "مؤمنين" أو "كافرين" بالتقليد و الوراثة!